في العقد الأخير، ظهرت السجائر الإلكترونية كظاهرة ثقافية تتصدر عناوين الصحف ومقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي. بينما يروج لها البعض كبديل “أكثر أماناً” للتدخين التقليدي، يرى آخرون أنها مجرد موضة خطيرة تروج لها شركات التبغ بأسلوب جذاب. فكيف صورت وسائل الإعلام هذه الأجهزة الصغيرة ذات الضباب الكثيف؟
الفيب: من أداة للإقلاع إلى رمز للتمرد
عندما ظهرت أجهزة vape لأول مرة، تم تسويقها على أنها حل “علمي” للمدخنين الراغبين في التخلص من إدمان النيكوتين. لكن سرعان ما تحولت إلى ظاهرة ثقافية، خاصة بين الشباب. الأفلام والمسلسلات بدأت تظهر الشخصيات وهي تستخدم هذه الأجهزة، ليس كعلاج، ولكن كإكسسوار عصري.
اللافت أن الإعلانات التلفزيونية ومنصات مثل إنستغرام وتيك توك صورت الفيب على أنه نشاط “راقي” و”عصري”، مرتبط بحفلات الموسيقى وحياة الرفاهية. بعض المؤثرين قاموا بترويجه بطريقة جعلت منه رمزاً للتمرد، خاصة بين المراهقين الذين يسعون إلى الانتماء إلى مجموعة اجتماعية معينة.
الصحافة بين الترويج والتحذير
في المقابل، خصصت بعض وسائل الإعلام التقليدية مساحات كبيرة لتحذيرات الأطباء من مخاطر هذه الأجهزة، خاصة مع تزايد حالات أمراض الرئة المرتبطة باستخدامها. تقارير إخبارية عديدة كشفت كيف أن بعض نكهات vape تحتوي على مواد كيميائية ضارة، على عكس ما تروج له الشركات المصنعة.
لكن رغم هذه التحذيرات، يبقى الجانب الإغرائي هو الأقوى في التغطية الإعلامية. فبينما تنشر الصحف تحقيقات عن المخاطر، تعج منصات التواصل الاجتماعي بإعلانات ملونة تقدم السجائر الإلكترونية كمنتج لا غنى عنه في حياة العصر الحديث.
هل يمكن كسر الصورة النمطية؟
السؤال الأهم الآن هو: هل يمكن لوسائل الإعلام أن تقدم صورة متوازنة عن السجائر الإلكترونية، أم أن سطوة الإعلانات والموضة ستظل هي المسيطرة؟ مع تزايد الضغوط الحكومية على شركات التبغ الإلكتروني، قد نشهد تحولاً في طريقة عرض هذه المنتجات في الإعلام. لكن حتى ذلك الحين، يبدو أن المعركة بين الجاذبية والمخاطر ستستمر.